نساء في مواجهة الهيمنة الرقمية.. صوت إزجي سيلا ديمير ضد اللامساواة
نساء في مواجهة الهيمنة الرقمية.. صوت إزجي سيلا ديمير ضد اللامساواة
تواصل النساء حول العالم نضالهن من أجل العدالة الجندرية، غير أن الهيمنة الذكورية لا تزال تفرض قيوداً قاسية على أدوارهن في المجتمع.
وحين ترفض المرأة هذه القيود، تجد نفسها عرضة للتهميش أو التنمر الجماعي، خصوصاً عبر الفضاء الرقمي الذي تحول إلى ساحة للصراع بين القمع والمقاومة، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، الثلاثاء.
في هذا السياق، برزت تجربة عالمة الاجتماع والناشطة النسوية إزجي سيلا ديمير، التي سخّرت الإعلام الرقمي كأداة نقدية وحقوقية لمواجهة التمييز، عبر ما تسميه "سوسيولوجيا الحياة اليومية".
سوسيولوجيا الحياة اليومية
قدمت ديمير نموذجاً فريداً في استخدام الإعلام الرقمي لتفكيك القضايا الاجتماعية من منظور جندري. فهي تناقش موضوعات قريبة من الحياة اليومية مثل التنمر الجماعي، والنظرة الذكورية للمرأة، ودور النساء في الأمومة والعمل.
بأسلوب قصير ومباشر، نجحت في تحويل منصتها على "إنستغرام" إلى فضاء بديل يمنح النساء صوتاً ويساعدهن على فهم الخلفيات السوسيولوجية للعنف الذي يتعرضن له.
كأم لطفل يبلغ أقل من سنتين، عاشت ديمير واقع التمييز بشكل شخصي، فقد أدركت أن المجتمع يحصر المرأة في دور الأمومة، ويغفل أدوارها الأخرى.
هذا الوعي التجريبي دفعها لإنتاج محتوى يوضح الجذور الاجتماعية لهذه اللامساواة، مؤكدة أن التجربة الشخصية قد تتحول إلى أداة تحليل ونقد بنّاء.
حرية أم سيطرة؟
رغم أن الإعلام الرقمي أتاح فضاءً واسعاً للتعبير، فإنه يحمل تناقضات عميقة. فبحسب ديمير، المنصات الرقمية لا تمنحنا الحرية فقط، بل تعيد تشكيل وعينا وفق آليات السوق والاستهلاك.
لذلك، تؤكد الناشطة النسوية أهمية بناء قراءة نقدية لاكتشاف هذه البنية الخفية، رافضة فكرة الصمت رغم كونها جزءاً من هذا الفضاء.
تطرقت ديمير إلى قضايا التنمر الرقمي الذي تتعرض له النساء بشكل مضاعف، مثل الهجمات التي واجهتها حين تحدثت عن قيادة النساء للسيارات.
وترى أن هذا النمط من التنمر يكشف ذهنية لا ترى المرأة كفاعل مستقل، وإنما ككائن تابع يجب تقييده. ورغم ذلك، تصر على تحويل هذه المواجهات إلى فرصة لكشف الخلل المجتمعي.
إصرار على المقاومة
ترى ديمير أن النساء لسن مجرد متلقيات للظلم بل فاعلات يعرفن جذور المشكلة وحلولها. ولذلك، تطالب بضرورة توجيه النقد أيضاً إلى الذهنية الذكورية نفسها، لا إلى النساء فقط.
ورغم التحديات المرتبطة بخلق الوقت كامرأة وأم لإنتاج المحتوى، تواصل عملها بإمكانات بسيطة وإصرار قوي على إحداث التغيير.










